٢٠١١/٠٣/١٢

"الكدب مالوش رجلين"


كان البدر مطلاً على الطريق، كمصباح يتيم، تتراقص تحته ظلال الأشجار. كانت سيارته رفيقته الوحيدة، يعتني بها و تعتني به. مثل هذا الهدوء، هو نشوتهما الوحيدة، يحب أن يسمع صوت محركها يتضاخم في هذا الفراغ، متعته الوحيدة و هو يرى سرعته تتزايد، حتى أنه يتخيل أنه لم يعد يسير على هذه الأرض. 

وجبة غذاء من الجدة الحنونة، و أحاديث مملة – كما تراها – دفعت الجميع للرحيل أو النوم، لكن طفلة في الرابعة من عمرها لم تنم بعد، تسللت من سريرها كنسمة صيف خفيفة، و كما يبحث النحل عن الرحيق، بحثت حتى وجدت متعتها الوحيدة مخبئة في ذلك المكتب العتيق.  

لم يجد الطبيب مراجعة ملفات المرضى شيئاً صعباً، فتلك الليلة هادئة تماماً، عدا ذلك المريض الذي حاول الانتحار، دائماً ما تعجب كيف يُمكن لإنسان أن يُقدم على ذلك. تعالت صافرة سيارة الإسعاف، منذرةً عن مريض جديد، و مهمة جديدة. "حادثة عربية عالطريق الزراعي" صاح المسعف مستنجداً بالطبيب. أمسك يده لتحسس النبض، قبض الشاب على يده، و نظر إليه الطبيب يخبره أن لا يخاف. 

في ركن الغرفة الهادئ، حيث اعتادت قراءة الجرائد و كتبها المختلفة في مقعدها الكبير، تحت المصباح الذي ورثته من أبيها، نظرت الجدة لحفيدتها بعمق، و هي تتعجب كيف ورثت عن أمها جمال و براءة عينيها. "مش أنا" أجابت على سؤال جدتها بخجل. لم تكن جدتها لتسمح بأن تكذب من أجل قطعة "شيكولاتة"، فما كان منها إلا أن أمسكت أذنها لتعاقبها، مع أن هذا آلم كلتاهما. 

أمسكت يده و عينيها تملؤها دموع متساقطة، يومان و هو غائب عن الوعي، و قلبها ينفطر في كل دقيقة ألف مرة، لم تغادره منذ جاءت إلى المستشفى. حدثته كيف هو كل حياتها، فقد آمنت يقيناً بأنه يسمعها، "يا رب ، ابني يا رب، أنت الشافي و الرحيم"، شعرت بيده تقبض على يدها مع كل دعاء، و كأنه يدعي معها. 

مسكت أذنها في ألم و غضب، و توجهت إلى أمها باكيةً، و الكلمات تخرج متقطعة بين بكاء و صراخ. ضمتها إليها بحنان، و قبلت أذنها المتألمة. هدأت و ضحكت، و لم تعرف هل ذهب الألم حقاً، أم أن هناك سحر خاص تمتلكه والدتها. 

اختارت والدته الإسكندرية، لهدوئها في هذا الوقت من العام، لقضاء فترة نقاهة قصيرة. رغم خسارته الكبيرة، أصر على أن يرى مكان الحادث و يرى سيارته، أو ما بقي من معالمها. كانت الإسكندرية تودع خريف هادئ، و رياح شتاء بارد تلوح من خلف الأمواج. كان البحر رفيق هامس، يحكي له كيف كانت حياته، و كيف تغيرت للأبد. رد البحر في تعجب، لِمَ يفكر في حياته فقط، لِمَ لا يفكر في أمه التي انفطر قلبها، في أصدقائه – الحقيقيين – الذين رابطوا بجوار غرفته طوال مرضه، كيف له أن لا يفكر في الحياة التي تنتظره. 

بعد أجازة أسبوعين، حان وقت العودة إلى القاهرة. طبيعة عملها أجبرتها على الابتعاد عن موطنها، و الاستقرار مع زوجها في القاهرة. في كل مرة تسافر إلى الإسكندرية، تشعر بنفسها صبية من جديد، كم تمنت أن تنشأ ابنتها بين تلك البيوت و الشوارع القديمة، التي طالما احتضنت أطيافاً من المصريين. كم انزعجت بتلك "التطويرات" التي طالت محطة "سيدي جابر"، فتراها كارثة ضربت تاريخ المكان و شوهت صورتها. 

لم يكن القطار ممتعاً كتلك القطارات في قصص أمها، كما أن الرصيف مزدحم بأناس كثيرين. أفزعها شخص يقترب منهم، شدت ثوب أمها، و اختبأت خلفها. 
لم يعتد بعد على العكازين، كما لم يعتد على تلك النظرات المشفقة و همز الناس، كلما مر بجوارهم. لكن فتاة صغيرة لفتت نظره هو، كانت تبدو كمن رأى شعباً أمامه. 
- ماما الراجل الكداب بيقرب مننا. 
نظرت الأم بتعجب لابنتها، و رأت نظرة الرعب في عينيها، ثم نظرت إلى حيث أشارت ابنتها، إلى ذلك الشاب ذو الرجل المبتورة و العكازين، الذي انتبه لحوارهما في تعجب. 
- انتي ليه قولتي عليه كداب؟ 
- تيتا قالتلي إن "الكدب مالوش رجلين"، لما قرصت وداني. 
تعجبت الأم كيف تفكر طفلتها و تبسمت، و ضحك الشاب من براءة كلماتها. 


محمد طاهر أمين

هناك ٣٤ تعليقًا:

  1. مــــــــحمد

    اول تعليق

    احتلال .. استيطان زى ما تحب تسميه ويظهر ان النهارده يوم الاحتلال لكل المدونات

    اقرا وارجع تانى ان شاء الله

    زهـــــراء

    ردحذف
  2. محمد

    كنت مستغربه ليه البوست مش معاه صوره ولما قرات فهمت ان الكلام صعب يكون معها صوره تعبر عن جزء مما يحمل او حتى عن جمله واحده مما يحمله البوست

    البوست صور متعدده وليس صوره واحده فقط
    اكتر من رائع

    زهــــــراء

    ردحذف
  3. محمد
    ----------
    ايه ده ؟؟؟؟


    انت نقلتنى لجو خيالى ... مش عارفه اعلق
    جو غريب عشت فيه اثناء قراءة تالك القصه التى تحمل بين طياتها قصتين معا
    اشمعنى اسكندريه ؟؟ وعلى فكره هى مافيش فيها اى هدوووء لا خريف ولا شتا هلى على طوووووووووول زحمه

    تعجبنى براءة الاطفال وكيفية التعبير عن مشاعرهم ومكنوناتهم بكل براءه غير منتبيهين للكثير والكثير من الاصور والقواعد والواجبات وما يصح وما لا يصح ...

    اكيد فى اجزاء عجبتنى بشده ومش لاقيه تعليق عليها وفى اجزاء ايضا محتاج اقول عليها تعليق رغم معرفتى انه لا يليق بها


    " رد البحر في تعجب، لِمَ يفكر في حياته فقط .... " توقفت كثيرا امام هذه الجمله وحال الشاب الذى فقد جزء من جسده وجزء مهم لا يستطيع ان يتأقلم مع حياته الجديده بكل سهوله ولكن دفعتنى الجمله الى التفكير اننا هكذا بنى الانسان حينما نصا بمكروه فى انفسنا او مالنا او اجسادنا لا نتذكر اى شئ سوى نحن فقط وننسى ان هناك من يهتم بأمرنا ويقف معنا ويرفع اكف الضراعه الى الله ويدعو لنا ليلا نهارا بدون انتظار اى مقابل منا هناك من الاهل والاصدقاء الذين ننساهم حينما تهم بنا كارثه او مشكله .. ننظر عادة تحت اقدامنا ولا ننظر الى ما هو قادم من بعيد .. لا ننظر الى حكمة الخالق مما حدث لنا ...

    بالنسبه بقى لما يحدث فى محطة سيدى جابر بيقال انه سوف ينتهى فى غضون اسابيع قليله قادمه وبكل صراحه انا مش متخيله منظر المحطه هيكون ازاى لان بالفعل هذه المحطه تحمل الكثير والكثير من الذكريات لكثير من البشر وهى تعتبر حاجه كده زى التراث مافيش فيلم اتصور هنا غير وكان لازم يكون فى مشهد على الاقل فى محطة سيدى جابر " معلش بقى سكندريه ولازم اتكلم على حال بلدى حبيبتى "
    عجبنى ختام القصه ان الشاب ضحك لانه بهذا قد تغلب على عجزه وتشارك مع الطفله فى تخيلها

    لو قولت لك رائعه يبقى ظلمتك
    لو قولت انى عطلت الغدا وانا جعااااااااااانه جدا لان القصه تحفه بجد يبقى برضه مش عارفه اوصف لك الحاله اللى القصه حطتنى فيها

    تسلم الايادى يا محمد
    ربنا يحفظك ويكرمك

    زهــــراء

    ردحذف
  4. مسكت أذنها في ألم و غضب، و توجهت إلى أمها باكيةً، و الكلمات تخرج متقطعة بين بكاء و صراخ. ضمتها إليها بحنان، و قبلت أذنها المتألمة. هدأت و ضحكت، و لم تعرف هل ذهب الألم حقاً، أم أن هناك سحر خاص تمتلكه والدتها.

    " اجمل جزء قرأته وحبيته حنان الام وضمتها ولمستها السحرية لاختفاء الالم ياه على جمال الوصف الرائع تسلم ايدك "


    لولا

    ردحذف
  5. بالنسبة لاسكندرية انا بعشقها في كي الاحوال والظروف
    وبعشق البحر وبخاف منه
    وبحب محطة سيدي جابر لانها كانت اول لقاء يجمعني انا وزهرة وخايفة تتغير ملامحها عن اخر مرة شوفتها فيها .

    لولا

    ردحذف
  6. محمد انا شايفة الصورة دي مناسبة للجزء اللي اتكلمت عنه

    http://n4hr.com/up/uploads/1b2de15e6e.jpg

    لولا

    ردحذف
  7. كلمات عبارات اقاصيص لااعرف ماذا اقول عنها
    من كثر اعجابي بها لااعرف ان اصفها
    اخذتي لعالم ثاني كأنيي انا كنت بينهم واراء الاحداث امامي
    بجد قصاص قصاص
    والله من اعاجبي بها اريد اقول واقول واقول
    بس مش لاقيه الكلام الي انا اريد اقوله
    تقبل مروري ^_^
    سلامي ليك اخي محمد.

    ردحذف
  8. قصة جميلة تحمل معانى رائعة حنان وحب وبراءة
    وطفولة
    تحياتى لما طرح قلمك الجميل

    ردحذف
  9. مجموعة رائعة لصور مختلفة وسكنات وحركات وتعبيرات وكلمات في منتهي الروعة رواية متكاملة الاركان
    تحياتي ليك ياصديقي علي قدرتك في تستلسل الاجداث
    تقديري واحترامي

    ردحذف
  10. زهراء..

    مرحبا بكل المحتلين..اللي هما أساساً أصحاب مكان :)


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  11. زهراء..

    فعلاً عجزت عن اختيار صورة أو صور.. أنا في دماغي العديد من الأفكار لكن لقيت صعوبة في البحث عنها.. أتمنى أن المعنى يكون وصل من الكلام فقط..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  12. زهراء..

    أتمنى أن تكوني استمعتي بالتنقل بين أجزاء القصة..
    آخر زيارتين لي لمدينة الإسكندرية.. من 3 أعوام في ازدحام الصيف .. و الأخيرة من عام و نصف في أواخر الخريف.. و كزائر للمدينة لاحظت الفرق بين الموسمين..
    براءة الأطفال.. هيا سحرهم الخاص.. و دائماً ما كانت مصدر إلهام لكل أنواع البشر.. و لعلها هي ما تعلمهم كيف هي الحياة بسؤالهم عن كل شيء حولهم..
    الابتلاء بالمصائب هو أحد حكم الله في خلقه.. فهو ليس فقط للجزاء في الآخرة.. بل هو درس للمبتلى و لمن حوله من الناس..
    محطة "سيدي جابر".. لابد من أي زائر أن يبدي إعجابه بها.. في زيارتي الأخيرة.. ما رأيته هو تدمير للمحطة.. و ساءني ما يحدث بها..

    بالنسبة للغدا.. يارب تكوني لحقتيه قبل ما يبرد :)

    شكراً على ردك.. و على تشجيعك الدائم..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  13. لولا..

    الأم هي مصدر الحنان.. و خاصةً مع الأطفال.. أتمنى أن أكون وُفقت في وصف تلك المشاعر..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  14. لولا..

    أنا كذلك.. أعشق البحر.. لكن له رهبة تناديك أن تحذر.. و لعل البحر هو من يستنكر زواره.. و يرحب بأهله و عشاقه..
    أنا فعلاً حزين على محطة "سيدي جابر".. و أتمنى أن تعود كما كانت..

    شكراً ليكي.. و لردودك المتألقة..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  15. لولا..

    أشكرك على الصورة الرائعة و المعبرة.. لكني سأكتفي بعدم وضع أي صور.. و ربما استخدمها في عمل آخر..
    ذوقك عالي جدا في اختيارك.. و يدل على إحساس رائع..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  16. خواطري مع الحياة..

    أهلا بيكي دوماً.. أتمنى أكون أسعدتك تلك الكلمات..
    و ردك كفاية عليا.. و الكلام بيبان من عنوانه :)


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  17. هبة فاروق..

    شرفتيني في المدونة.. أسعدني أن تخرج كل تلك المعاني من بين كلمات بسيطة..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  18. سندباد..

    كلماتك افتخر بها جدا.. و أشكرك لأنك قتلت ظنوني بأن تكون الأحداث معقدة في الترتيب..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  19. قصص انسانيه واقعيه
    اجمعتها كلها في بوست
    رائع تحمل واقع يحدث
    كل يوم وقد تحدث كلها
    في آن واحد

    ردحذف
  20. كارولين فاروق..

    شكراً لردك.. و أتمنى أنها تكون عجبتك..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  21. محمد اشكرك على كل كلامك
    ...بس انا محطتش الصورة عشان تحطها عندك على القصة وربنا ابداً انا قصدت ان الصورة دي حسستني بكلام القصة
    لولا

    ردحذف
  22. غير معرف١٤/٣/١١ ١٢:٢٧

    مهاجر مسائك خير وزيادة

    رائعة بكل تفاصيلها تلك الحكاية ولا أعلم السر العجيب الذي جذبني فيها تفاصيلها ، بساطتها ، نهايتها ، وقبل ذلك كله محطاتها
    كنت هنا وسأبقى فقلمك جميل يا مهاجر

    تحياتي

    ردحذف
  23. لولا..

    أنا فهمت كده تماماً.. لكن حبيت أشكرك جداً على الصورة.. و حرصك على مساعدتي..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  24. ريبال بيهس..

    أهلا بك دائماً يا أخي.. أشكرك لكلماتك المشجعة.. بانتظارك مرة أخرى..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  25. السلام عليكم ،

    وااااااو ،
    جد الكلمات والفكر والوصف والإبداع يخطف الأنفاس ولا يبقى شيئاً ليقال ..

    ما شاء الله عليك مبدع بحق ،

    دمت متميز ..

    ردحذف
  26. زهرة نيسان..

    شكراً لردك..
    أهلا بعودتك.. و بانتظار كتاباتك دائماً..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  27. صباح الخير .،

    لينك المدونة الجديد ،

    http://engmenna91.blogspot.com/

    وفي انتظار جديدك عما قريب ..

    ردحذف
  28. زهرة نيسان..

    إن شاء أتابعك دائما.. و شكرا ليكي..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  29. الله عليك اخى

    استمتعت بالجو الجميل بتاع المدونه
    وعجبتنى اوى الكلمات

    رائع ما خطه يداك

    متشكره كتير لمرورك مدونتى

    ودى ليا اول زياره
    ومش هتكون الاخيرة

    ايناس

    ردحذف
  30. أول زيارة عندك ... واكيد مش الاخيرة
    أسلوبك مميز وجديد... انا قرأت القصة مرتين , ومع اني لمحن العنوان ولكن لم ادرك فحواه
    وعندما وصلت الى النقطة الفاصلة , عدت برأسي للوراء وابتسمت بسمة خفيفة ... وقلت في نفسي " عجبتني هذه الحبكة " فانتقالك بين جزأين أو قصتين يسير على نفس الخط رائع جداً ,
    وكأنك صنعت قصة الشاب لتخدم على قصة الطفلة وبرائتها ... هذا رائع
    ولكن كنت اتمنى انا يخدم كلا منهما على الأخر ... نعم انت استخلصت بتر قدمه التي سببتها حادثه لتخدم على فكرة البراءة ولكن كنت أقصد ان أجد قوة مزدوجة من كلا القصتين في اللحظة الفاصلة ... عموما اسجل اعجابي بالفكرة والاسلوب المميز الهادئ من نوعة ,,, وبالتاكيد تلك التجربة هي خطوة إلى تجربة اخرى اروع
    ....
    اطلت عليك

    ردحذف
  31. ايناس..

    نورتي المدونة.. و يا رب تعجبك على طول..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  32. Hu-man..محمد..

    أهلاً بك في المدونة.. و أسرني مرورك..

    فعلاً أنا صنعت قصة الشاب لتخدم قصة الطفلة و العنوان.. و أغفلته تماما في لحظة النهاية.. ربما ذلك لاهتمامي أن أظهر كيف أن الأطفال يفكرون..و أحياناً بعمق أكثر من الكبار..
    مازلت أحاول أن أتقن ذلك الفن من الكتابة.. و أسعدتني نصيحتك جدا..


    تحياتي

    محمد
    :)

    ردحذف
  33. تحفةةة يا محمد أنا ملاحظة أن أسلوبك بيزيد جمال وعذوبة

    ردحذف
  34. wafaa farouk..

    منوراني دايما يا وفاء.. يا رب تعجبك المدونة دايما..


    تحياتي..

    محمد
    :)

    ردحذف

اكتب رأيك بكل صراحة