٢٠١٠/١١/٢٢

بداية التدوين


كم كنت متحمسًا لأبدأ التدوين من جديد، كثير من الأفكار و الكتابات راودت فكري أكثر من مرة عما سأبدأ به مدونتي، لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعتها.

بدا انعزالي عن هذا العالم كل هذه الفترة؛ كمهاجر منذ أمد بعيد عاد لمدينته يومًا، ليجد الدار غير الدار، و كأنه قد وُلد في عالم جديد، قد يبدو كلامي غريبًا لكم، سنة و نصف -أو أكثر- جعلت هذا العالم مختلفًا جدًا بالنسبة لي.

هكذا لم أبدأ التدوين مباشرة، بل بدأت بتصفح المدونات، و أخفيت مدونتي عن الأنظار، و أنا دائم التفكير؛ هل أنا مستعد فعلاً لهذا، خاصة و أن تجربتي الأولى لم تكن كما أردتها...

ربما تكون البداية الأنسب لهذه اللحظة، أن أروي عن مدونتي السابقة... و خبرتي القليلة في التدوين !!!

من 4 أعوام مضت، كانت كل كتاباتي مقتصرة في أحد المنتديات الأدبية، و إن كانت قليلة، لكني اكتسبت خبرة جيدة من تواجدي الدائم، كانت دراستي مازلت باهتة الملامح، و وجدتني اندمج مع ذلك العالم. تعرفت بصديقي محمد "الفارس الملثم" في هذا المنتدى، و كان له عظيم الأثر في ان اكتشف ما هو وراء حدود كتاباتي.

مر عامي الجامعي الأول، و بدا لي معنى كلمة "أحلام"، و كذلك علمت معنى"لكل مجتهد نصيب"، و كان العام الثاني مختلفًا تمامًا، عن سابقه لم انقطع عن الكتابة، و لكن مشاركتي في المنتدى اصبحت منعدمة.

في هذا العام، كانت أول مدونة قرأتها "ثرثرة تحت المطر"، و كان إلحاح محمد كبيرًا لكي أبدأ مدونتي الخاصة كبيرًا، و خضت تجربتي الأولى "كتاباتي..محمد أمين"، نقلت معظم كتباتي من المنتدى، مع خاطرة او قصة من فترة لأخرى.

في العام الثالث، تطلبت الدراسة انقطاعًا كاملاً، و لعل هذا العام كانت فرصتي الوحيدة لأدرك جوانب نفسي و اتعرفها من جديد، توقفت المدونة تماما منذ ذلك الحين.

في العام الرابع، ذات مرة دخلت اتطلع أخبار "ثرثرة تحت المطر"، و يبدو أن تلك المدونة توقفت أيضًا، و لكن الأغرب؛ كان انقطاع أخبار صاحبها -على غير عادته-، و أخيرًا وجدت إجابة لم اتوقعها.

مازالت ذكرى ذلك اليوم الذي قرأت فيه النعي عالقة معي، لم اتخيل رحيله عن عالمنا، و أن اعرف ذلك بعدها بأكثر من عام.

كان ذلك هو أيضًا نفس اليوم الذي قررت أن أبدأ التدوين من جديد، لكن هذه المرة وحيدًا في الطريق.

سأبدأ التدوين هنا من جديد، و ستكون ذكراك يا صديقي هي دليلي و سبيلي.

"مهاجر من قفص الوحدة" هو لقبي في المنتدى... و اليوم هو عيد ميلادي و كذلك مدونتي...



محمد طاهر أمين

هناك ٦ تعليقات:

  1. محمد

    اهلا ومرحبا بعودتك مره اخرى الى عالم التدويين

    منذ اول تعليق عندنا واشعر انك تملك موهبه قد تكون مختفيه تحت اشياء كثيره تبدو على السطح ولكنها موجوده وبافعل ها هى تعود الى النور

    كل سنه وانت طيب بمناسبة عيد ميلادك

    مبروك رجوع المدونه

    اسمح لى ان اعلق على كلامك عن صديقك رحمه الله فى حياة كل منا هذا الشخص الذى نستطيع ان نصفه بكلمة عابر سبيل يمر فى حياتنا سريعا ولكنه يترك اثر عظيم فى انفسنا وربما يكون اعطى لنا منهج للحياه نسير عليه ولكمات تذكرناه لمعت اعيينا من اثر الدموع وذلك ارتسمت على الشفاه بسمه

    ارفع اكف الضراعه الى الله ان يرحم هذا الصديق ويغفر له

    ادعو الله ان يكون رجوعك الى عالم التدوين دائم

    زهراء

    ردحذف
  2. رحم الله صديقك يا محمد

    ارجو ان تقبلني كضيفه خفيفه على مدونتك الجميله

    ردحذف
  3. زهراء..

    شكرا جدا لتعليقك
    و محمد - الله يرحمه - كان اكتر من اخ ليا
    ربنا يتغمده برحته

    اتمنى المدونة تكون عجبتك


    محمد
    :)

    ردحذف
  4. دكتورة ولاء

    اهلا بيكي في المدونة و اتمنى انها تعجبك


    محمد
    :)

    ردحذف
  5. اظنني مررت بفترات التقطع هذه
    وكنت كلما عدت وجدت نفسي بفكر جديد واسلوب آخر غير الذي كان وكأنني ابدأ من جديد وأدون أمراً مختلفاً تماماً

    صعب جداً أن يفتقد الإنسان صاحبه ويكتشف أن من الصعب عودته من جديد... رحمه الله
    يسعدني أن اتابع مدونتك أخي الكريم

    ردحذف
  6. كان معنا بالأمس والأن رحل ..
    لا أدرى أيهم أكثر تعذيباً لنفوسنا
    الذكرى أو الحاضر ..
    رحم الله موتانا ..
    وكل سنه وانت طيب (متأخره بعض الشئ)

    ردحذف

اكتب رأيك بكل صراحة