الفارس الملثم.. هو الاسم الذي انتقاه له في هذا العالم..عالم الكلمات..
كان محمد شخصًا غريبًا.. تسعد بصحبته و لا تملها أبدًا.. كنت ارتاح في الحديث معه.. كان بمثابة الأخ الذي لم أحظ به يومًا.. كان يعرف أسراري كلها و لا أعرف أسراره.. أعتقد أن هذا حاله مع كل أصحابه.. لم أعرفهم يومًا.. لكنهم موجودين.. كان يتحاشى الحديث عن حياته.. كأنها لم تكن موجودة.. مرض مزمن.. هكذا كان يعلق دائمًا..
لم أضغط عليه كثيرًا.. كنت أنانيًا حينها.. كنت أرتاح لمجرد وجوده الدائم.. نادرًا ما تجد صديقًا يتقبل شكواك في أي وقت بدون ضجر أو شكوى.. كم أفتقد تلك الأيام..
تعرفنا في أحد المنتديات الأدبية.. في عامي الدراسي الأول.. كانت كتابته و آراءه ملهمة للجميع.. في العام الثاني.. كان انشغالي سببًا لانقطاعي عن المنتدى.. أما فقد بدأ مدونته الخاصة.. و ترك خلافات المنتدى وراءه.. و دعاني لأكثر من مرة لأبدأ مدونتي.. و قد كان.. و دائمًا كان صاحب التعليق الأول..
بدأت بعرض بعض ما كتبت في جامعتي.. و كان أسهل حينها أن اعرضها على أصدقائي.. و بدأت كتابتها أيضًا على Facebook .. ذلك الموقع أحدث ثورة رائعة في التواصل.. و قد حاولت إقناعه مرات عديدة بالانضمام لتلك الشبكة.. لكنه وجدها صعبة و غريبة.. و في عامي الدراسي الثالث.. انقطعت أنا تمامًا.. و انقطعت أخباره كذلك..
في العام الماضي.. أرسلت له أكثر من رسالة.. و لم يأتني الرد.. و كذلك مدونة كانت متوقفة منذ 6 أشهر.. بحثت عن أخباره في مدونة أخرى كان أحد كتابها.. و فعلاً.. قرأت نعيه و أنا مذهول.. لم أتوقع غيابه لهذا السبب.. كان يغيب من فترة لأخرى بداعي المرض.. لكنه هذه المرة تغيب للأبد.. توفاه الله في شتاء 2009.. رحمة الله عليه..
===================
"طالما تمنيت و أنا طفل صغير أن امكث طويلا تحت المطر فتتبلل ملابسي بينما أنا افتح فمي فتتسرب قطرات المطر إلى أعماقي وتمتزج مع روحي .. طالما شعرت أن للمطر رائحة وان لقطراته نبض و إحساس فهي مثلنا ترتعش من الفرحة أو من الحزن بعد أن تلثمها نسمات الهواء الباردة القبلة الأخيرة.."
هو من أكبر عُشاق المطر.. خيالته، أفكاره، قصصه، كلها تدور حول المطر..
أتمنى أن تزوروا مدونته.. و تتعرفوا على كلماته بأنفسكم.. و لكن لا تتركوا تعليقًا.. و لا تنتظروا ردًا..
و قد اخترت لكم بعضًا منها..
==================

مستوحاة من قصة حقيقية
=================
نبض قلبي - قصة

هي من أحلى ما قرأته، و أتمنى أن تقرؤوا هذه القصة فعلاً
=================
جبال من جليد - قصة

=================
قلوب تطلب الغفران - قصة

و هذه كانت آخر ما قرأت له
=================
آخر ما كتبه.. كان تهنئة بعيد الأضحى المبارك.. منذ عامين مضوا..
ربنا يتغمدك برحمته و يجمعنا بيك في دار الآخرة..
محمد طاهر أمين