٢٠١٠/١١/٢٢

ثرثرة تحت المطر


الفارس الملثم.. هو الاسم الذي انتقاه له في هذا العالم..عالم الكلمات..

كان محمد شخصًا غريبًا.. تسعد بصحبته و لا تملها أبدًا.. كنت ارتاح في الحديث معه.. كان بمثابة الأخ الذي لم أحظ به يومًا.. كان يعرف أسراري كلها و لا أعرف أسراره.. أعتقد أن هذا حاله مع كل أصحابه.. لم أعرفهم يومًا.. لكنهم موجودين.. كان يتحاشى الحديث عن حياته.. كأنها لم تكن موجودة.. مرض مزمن.. هكذا كان يعلق دائمًا..

لم أضغط عليه كثيرًا.. كنت أنانيًا حينها.. كنت أرتاح لمجرد وجوده الدائم.. نادرًا ما تجد صديقًا يتقبل شكواك في أي وقت بدون ضجر أو شكوى.. كم أفتقد تلك الأيام..

تعرفنا في أحد المنتديات الأدبية.. في عامي الدراسي الأول.. كانت كتابته و آراءه ملهمة للجميع.. في العام الثاني.. كان انشغالي سببًا لانقطاعي عن المنتدى.. أما فقد بدأ مدونته الخاصة.. و ترك خلافات المنتدى وراءه.. و دعاني لأكثر من مرة لأبدأ مدونتي.. و قد كان.. و دائمًا كان صاحب التعليق الأول..

بدأت بعرض بعض ما كتبت في جامعتي.. و كان أسهل حينها أن اعرضها على أصدقائي.. و بدأت كتابتها أيضًا على Facebook .. ذلك الموقع أحدث ثورة رائعة في التواصل.. و قد حاولت إقناعه مرات عديدة بالانضمام لتلك الشبكة.. لكنه وجدها صعبة و غريبة.. و في عامي الدراسي الثالث.. انقطعت أنا تمامًا.. و انقطعت أخباره كذلك..

في العام الماضي.. أرسلت له أكثر من رسالة.. و لم يأتني الرد.. و كذلك مدونة كانت متوقفة منذ 6 أشهر.. بحثت عن أخباره في مدونة أخرى كان أحد كتابها.. و فعلاً.. قرأت نعيه و أنا مذهول.. لم أتوقع غيابه لهذا السبب.. كان يغيب من فترة لأخرى بداعي المرض.. لكنه هذه المرة تغيب للأبد.. توفاه الله في شتاء 2009.. رحمة الله عليه..

===================

"طالما تمنيت و أنا طفل صغير أن امكث طويلا تحت المطر فتتبلل ملابسي بينما أنا افتح فمي فتتسرب قطرات المطر إلى أعماقي وتمتزج مع روحي .. طالما شعرت أن للمطر رائحة وان لقطراته نبض و إحساس فهي مثلنا ترتعش من الفرحة أو من الحزن بعد أن تلثمها نسمات الهواء الباردة القبلة الأخيرة.."

هو من أكبر عُشاق المطر.. خيالته، أفكاره، قصصه، كلها تدور حول المطر..

أتمنى أن تزوروا مدونته.. و تتعرفوا على كلماته بأنفسكم.. و لكن لا تتركوا تعليقًا.. و لا تنتظروا ردًا..


و قد اخترت لكم بعضًا منها..

==================
قصص من سطر واحد

فكرة بدأها على المنتدى، و نقلها معه

=================

قصاصات ورق منسية

خواطر لم تكتمل !!

=================

ما قبل الرحيل - خاطرة
 


=================

بيت على البر - قصة

مستوحاة من قصة حقيقية

=================

نبض قلبي - قصة
 

هي من أحلى ما قرأته، و أتمنى أن تقرؤوا هذه القصة فعلاً

=================

جبال من جليد - قصة
 


=================

قلوب تطلب الغفران - قصة

و هذه كانت آخر ما قرأت له

=================
آخر ما كتبه.. كان تهنئة بعيد الأضحى المبارك.. منذ عامين مضوا.. 

ربنا يتغمدك برحمته و يجمعنا بيك في دار الآخرة..





محمد طاهر أمين

بداية التدوين


كم كنت متحمسًا لأبدأ التدوين من جديد، كثير من الأفكار و الكتابات راودت فكري أكثر من مرة عما سأبدأ به مدونتي، لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعتها.

بدا انعزالي عن هذا العالم كل هذه الفترة؛ كمهاجر منذ أمد بعيد عاد لمدينته يومًا، ليجد الدار غير الدار، و كأنه قد وُلد في عالم جديد، قد يبدو كلامي غريبًا لكم، سنة و نصف -أو أكثر- جعلت هذا العالم مختلفًا جدًا بالنسبة لي.

هكذا لم أبدأ التدوين مباشرة، بل بدأت بتصفح المدونات، و أخفيت مدونتي عن الأنظار، و أنا دائم التفكير؛ هل أنا مستعد فعلاً لهذا، خاصة و أن تجربتي الأولى لم تكن كما أردتها...

ربما تكون البداية الأنسب لهذه اللحظة، أن أروي عن مدونتي السابقة... و خبرتي القليلة في التدوين !!!

من 4 أعوام مضت، كانت كل كتاباتي مقتصرة في أحد المنتديات الأدبية، و إن كانت قليلة، لكني اكتسبت خبرة جيدة من تواجدي الدائم، كانت دراستي مازلت باهتة الملامح، و وجدتني اندمج مع ذلك العالم. تعرفت بصديقي محمد "الفارس الملثم" في هذا المنتدى، و كان له عظيم الأثر في ان اكتشف ما هو وراء حدود كتاباتي.

مر عامي الجامعي الأول، و بدا لي معنى كلمة "أحلام"، و كذلك علمت معنى"لكل مجتهد نصيب"، و كان العام الثاني مختلفًا تمامًا، عن سابقه لم انقطع عن الكتابة، و لكن مشاركتي في المنتدى اصبحت منعدمة.

في هذا العام، كانت أول مدونة قرأتها "ثرثرة تحت المطر"، و كان إلحاح محمد كبيرًا لكي أبدأ مدونتي الخاصة كبيرًا، و خضت تجربتي الأولى "كتاباتي..محمد أمين"، نقلت معظم كتباتي من المنتدى، مع خاطرة او قصة من فترة لأخرى.

في العام الثالث، تطلبت الدراسة انقطاعًا كاملاً، و لعل هذا العام كانت فرصتي الوحيدة لأدرك جوانب نفسي و اتعرفها من جديد، توقفت المدونة تماما منذ ذلك الحين.

في العام الرابع، ذات مرة دخلت اتطلع أخبار "ثرثرة تحت المطر"، و يبدو أن تلك المدونة توقفت أيضًا، و لكن الأغرب؛ كان انقطاع أخبار صاحبها -على غير عادته-، و أخيرًا وجدت إجابة لم اتوقعها.

مازالت ذكرى ذلك اليوم الذي قرأت فيه النعي عالقة معي، لم اتخيل رحيله عن عالمنا، و أن اعرف ذلك بعدها بأكثر من عام.

كان ذلك هو أيضًا نفس اليوم الذي قررت أن أبدأ التدوين من جديد، لكن هذه المرة وحيدًا في الطريق.

سأبدأ التدوين هنا من جديد، و ستكون ذكراك يا صديقي هي دليلي و سبيلي.

"مهاجر من قفص الوحدة" هو لقبي في المنتدى... و اليوم هو عيد ميلادي و كذلك مدونتي...



محمد طاهر أمين